يضخ القلب الدم إلى الجسم عبر الشرايين ليوصل الأكسجين والغذاء إلى مختلف أجزاءه, ومن ثم يقوم الدم بحمل فضلات التفاعلات في الخلايا وثاني أكسيد الكربون, ومن ثم العودة عبر الأوردة إلى القلب ليتم ضخه من جديد إلى الرئتين ليتم هناك التخلص من ثاني أكسيد الكربون والتزود من جديد بالأكسجين وأخيرا العودة إلى القلب لتكرار العملية.
هذه العملية هي ما يسمى بالدورة الدموية في جسم الإنسان.
أما ما يسمى بالدم فهو عبارة عن سائل شفاف يميل للصفرة يسمى البلازما أو المصل, يحمل هذا السائل خلال دورته خلايا خاصة بالدم تسمى خلايا الدم الحمراء, وهي التي تكسبه لونه الأحمر, بالإضافة إلى خلايا أخرى تسمى خلايا الدم البيضاء وصفائح الدم.
بالإضافة إلى حمل هذه الخلايا فإن البلازما تقوم بجزء بسيط من عملية نقل الأكسجين.
أما كريات الدم الحمراء فتقوم بمعظم عملية نقل الأكسجين عن طريق الهيموغلوبين المخزن في داخلها.
الهيموغلوبين عبارة عن بروتين له القدرة على تخزين الأكسجين, والقدرة على إعطائه للخلايا الحية في الجسم.
يتم إنتاج خلايا الدم الحمراء في نخاغ العظام المتخصصة بهذا الشأن, مثل عظام القفص الصدري والعمود الفقري وغيرها من العظام.
عندما تتكون خلية الدم الحمراء يكون لها نواة كغيرها من الخلايا, ولكن وبعد أن تخرج إلى الدم تترك نواتها في نخاع العظم, وتنطلق في الدم لتؤدي وظائفها في الجسم.
أما الخلايا الأخرى التي يحملها سائل البلازما فهي خلايا الدم البيضاء.
يتم إنتاج هذه الخلايا في نفس النخاع الذي يتم إنتاج كريات الدم الحمراء فيه, وتقوم هذه الخلايا بوظيفة الشرطي المتنقل في الجسم, حيث أن لهذه الخلايا القدرة على مهاجمة جميع الأجسام الغريبة أو الضارة المتسللة إلى الدم أو خلايا الجسم, مثل البكتيرا والجراثيم, لذلك فإن هذه الخلايا تعتبر خط الدفاع الحصين للجسم.
أخيرا وليس آخرا فإن النوع الثالث من الخلايا التي يحملها سائل البلازما هي الصائح الدموية.
يتم إنتاج هذه الخلايا في نفس النخاع الذي يتم إنتاج كريات الدم الحمراء فيه, وتقوم هذه الصفائح بتنفيذ عملية التجلط الدموي في حالة الحاجة لذلك, فعندما ينجرح أي جزء من الجسم, يسيل الدم خارج الأوعية الدموية, وهذا يعني نفاذ الدم من الجسم في حال استمرار ذلك دون توقف وبالتالي الموت, ولكن الله سبحانه وتعالى خلق هذه الصفائح الدموية لتقوم بالتجمع عند الشرايين والأوردة المقطوعة وتشكل تجمعا من الصفائح لإغلاق مكان تسرب الدم, وهذا ما يسمى بتخثر الدم أو تجلطه.
ينتقل الدم إلى أنحاء الجسم عبر الأوعية الدموية.
الأوعية التي تنقل الدم المحمل بالأكسجين والغذاء تسمى الشرايين.
أما الأوعية التي تعيد الدم المحمل بثاني أكسيد الكربون والفضلات فتسمى الأوردة.
يكون لون الدم في الشرايين ضاربا للحمرة بسبب الهيموغلوبين الحامل للأكسجين, أما في الأوردة فيكون ضاربا للزرقة بسبب فقدان الأكسجين, وتكون بنية أوعية الشرايين أكثر سماكة وقوة من الأوردة, وعلى كل فإن كل منهما يتكون من بطانة داخلية يغلفها طبقة مرنة لينة, ويحيط بها طبقة من العضلات الملساء التي تقوم بالتمدد عند ضخ الدم ومن ثم التقلص لدفع الدم في مجراه, ويغلف العضلات طبقة لينة أخرى, وأخيرا يغلف الأوعية الدموية غشاء خارجي.
يكون ضغط الدم في الشرايين أكبر بكثير منه في الأوردة, وذلك لأن الشرايين تنقل الدم المندفع من القلب بقوة إلى الجسم, أما الأوردة فتنقل الدم العائد من الجسم ببطئ.
يتم قياس ضغط الدم باستخدام جهاز خاص بذلك, بحيث يقوم الطبيب بربط حزام قماشي حول الذراع, ويضع أسفله سماعة للقلب, ومن ثم يبدأ بنفخ هذا الحزام ويستمع الطبيب إلى نبضات القلب من خلال السماعة, ويستمر بالنفخ حتى يتوقف النبض, عندها يبدأ الطبيب بتحرير الهواء من الجهاز حتى يستمع إلى بداية جريان الدم ثانية, ويقرأ الضغط ليحصل على الضغط الأقصى للدم, ويستمر بالإستماع إلى جريان الدم حتى يختفي الصوت, وذلك يعني عودة القلب إلى وضعه الطبيعي, عندها يقرا الضغط ثانية ليحدد الضغط الأدنى للدم.
القراءة الطبيعية للضغط هي120/80 , إذا كان الضغط الأقصى عند أحدهم أعلى من 120 فهذا يعني أن ضغطه مرتفع, أي أن قلبه يبذل مجهودا أكبر في ضخ الدم بسبب زيادة الجهد الذي يقوم به الجسم أو بسبب مرض ما.
بعدها يفرغ الطبيب الهواء من الحزام ليعود النبض إلى وضعه الطبيعي ويتمكن من قياس الضغط
ومن الجدير بالذكر أن الدم يقسم إلى أربع فئات مختلفة هي:
الفئة أ , الفئة ب , الفئة أب , الفئة صفر.
إختلاف الفئة لا يعني إختلاف مكونات الدم الأساسية, وإنما الإختلاف يكون بسبب إختلاف نوع بروتينات الأنتجين الموجودة على سطح كريات الدم الحمراء.
فعندما يتواجد بروتين الأنتجين من نوع أ فقط على كريات الدم الحمراء فهذا يعني أن نوع الدم هو أ.
وبالمقابل فإن تواجد الأنتجين من نوع ب يعني أن الدم من نوع ب
أما إذا تواجد كلا النوعين على سطح كريات الدم الحمراء فهذا يعني أن نوع الدم أب
أما عدم تواجد أي من بروتينات الأنتجين يعني أن الدم من نوع صفر.
وأخيرا فهنالك الأنتيجن المسمى أنتجين د , وهو العامل المسؤول عن تحديد فيما إذا كان كل فئة من الفئات السابقة موجبة أم سالبة.
فمثلا إذا تواجد الأنتجين د مع فئة الدم أ فهذا يعني أن نوع الدم هو أ موجب.
أهمية الفئات تكمن في إماكنية نقل الدم من شخص لآخر, فحتى تنجح هذه العملية يجب أن تكون فئتي الدم لدى الشخصين متماثلة أو متقاربة